[color:b987=olive][size=24]التهدئة وعلاقات الاشقاء هو الخط الذي تنتهجه الدبلوماسية المصرية والجزائرية بالنسبة لمباراة منتخبي بلادهما في انغولا ليلة الخميس 28-1-2010 وهو ما أبرزته "الجمهورية" المصرية في العنوان الرئيس لصفحتها الأولى.
وفي التفاصيل أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أكد وجود اتصالات بين وزيري خارجية مصر والجزائر لتوفير الهدوء والطمأنينة لأبناء البلدين المقيمين علي أراضي الدولتين أثناء مباراة كرة القدم بينهما في نصف نهائي الأمم الإفريقية غداً، وأنه يتمني أن يتفهم المصريون والجزائريون أنهما شعبان شقيقان لا ينبغي أن تفسد علاقتهما بسبب مباراة في كرة القدم، مشيرا إلى أن مصر ساندت الجزائر في حرب الاستقلال بينما ساهمت الأخيرة في حرب أكتوبر.
وأشار إلي أن المباراة ستنتهي بانتصار أحدهما وهذا لا يقلل من قيمة الفريقين الكبيرين.
وذكرت "الأهرام" أن أنس الفقي وزير الإعلام المصري طالب وسائل الإعلام في البلدين بالتزام الموضوعية والاتزان في تناول المباراة، وتضمنت أيضا وصف حسن شحاتة للمباراة بأنها لقاء بين أشقاء، ونسعي إلي تخطيها لمواصلة المشوار نحو الاحتفاظ باللقب، متمنيا أن تخرج المباراة في جو من الروح الرياضية، وأن يقدم الفريقان ما يليق بالكرة العربية.
صحيفة "الخبر" الجزائرية ردت على دعوات التهدئة المصرية بالتوجس، ووضعت عنوانا يقول "مصر تحبس أنفاسها خوفا من هزيمة إعلامية جديدة".
وفي التفاصيل أن الروائي والأكاديمي محمد ساري يعتقد أن المبادرات التي تحرّكها أطراف مصرية بغية تهدئة الأوضاع وتفادي العودة إلى صدامات مباراة 18 نوفمبر الماضي تكشف عن نيّة مصرية مبطنة للاعتراف بالخطأ. وهي الأخطاء التي انجر إليها كثير من المثقفين المصريين، على غرار علاء الأسواني ويوسف زيدان.
وأضاف أن المصريين ''براغماتيون'' في تعاملاتهم مع الآخرين. يدركون أنهم مرتبطين بمصالح عديدة مع الجزائر وبالتالي، فإنهم سيتفادون الدخول في حلقة ''صراع'' جديدة مع الجزائر ستنعكس عليهم سلبا.
في حين يرى الروائي كمال قرور أن المصريين يثبتون، من يوم لآخر، ذهنية ''النفاق'' داعيا إلى أهمية التحكم في النفس وتفادي الخوض في ''النفاق'' المصري.
ويقول الشاعر عبد الله الهامل ''باعتقادي أن مصر والجزائر تعيشان تقريبا ضمن نفس المشاكل. وتقتسمان نفس المحن. وبالتالي فمن الواجب التعقل وعدم الانحدار في مطب التجاوزات الإعلامية''. وتعلق عالشاعرة نوارة لحرش ''برأيي أن دعوات التهدئة النابعة من الطرف المصري إنما تحاول إنقاذ نفسها من سقوط ثان، سيكون سقوطا أكبر إيلاما. بعدما سقطت سقوطا مذلا شهر نوفمبر الماضي''.
سخرية من الجامعة العربية
وكتبت "الخبر" بسخرية "الجامعة العربية تنسى الجدار الفولاذي وتصدر بيانا عن مقابلة أنغولا" وتقول التفاصيل إن رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية، هشام يوسف، أصدر تصريحا صحفيا دعا فيه إلى ضرورة استغلال المباراة المقبلة لتجاوز الخلافات بين البلدين، مناشدا أعضاء الفريقين الشقيقين إثبات أن أواصر الود، ومضيفا أن العلاقات التاريخية بين البلدين أقوى من أن تنال منها أزمة عابرة. مرحبا بالتوجهات الإعلامية الهادفة لدى الجانبين.
وأشار المسؤول في الجامعة العربية إلى أن الخطاب الإعلامي العقلاني والموضوعي له دور أساسي في هذا المجال. معربا عن أمله في أن يمارس الإعلام دورا إيجابيا في الأيام التي تسبق موعد إقامة المباراة.
وختمت الصحيفة خبرها بسخرية قائلة "لكن الجامعة العربية التي أصدرت البيان لم تصدر بيانا حتى الآن عن الجدار الفولاذي الذي تقوم مصر ببنائه على الحدود مع غزة، بما يزيد من حدة الحصار على القطاع".
وتحت عنوان (بلا زعل يامصر) كتبت "الفجر" الجزائرية بلهجة هجومية خلطت بين الكرة والسياسة "من هي هذه الجزائر التي تهزم مصر في الكرة ولا تختشي·· ومصر دولة محورية اعترفت أمريكا وإسرائيل بمحوريتها؟!.. ومن هي هذه الجزائر التي تجمد سريان اتفاقية التجارة الحرة المصرية في الوطن العربي بحجة أن السلع إسرائيلية وليست مصرية!.. وإذا أرادت الجزائر أن تشتري السلع الإسرائيلية فلها أن تشتريها من إسرائيل مباشرة أو من أوروبا وليس من إسرائيل عبر مصر؟! .
حكم سعودي
وبحسب "الوطن " السعودية أسند الاتحاد الإفريقي لكرة القدم مهمة إدارة المباراة للحكم السعودي الدولي خليل جلال الذي غاب عن إدارة مباريات الدور ربع النهائي.
وعلق خبير التحكيم، الدولي السوري المعتزل جمال الشريف بأن خليل جلال حكم عربي وطرفي نصف النهائي منتخبان عربيان، وهو الأمر الذي من شأنه تسهيل مهمته عند التعامل والتحدث مع اللاعبين، إضافة إلى كونه من بلد عربي من خارج القارة الإفريقية وليست عليه أية ملاحظات من الجانبين، مشيداً بمستواه، وأنه الأفضل في القارة الآسيوية حالياً ومرشح قوي لبطولة كأس العالم التي تقام نهائياتها في يونيو المقبل بجنوب إفريقيا.
وقالت "المدينة" السعودية إن شركة الخطوط الجوية الجزائرية أعدت مخططا لنقل 1000 مشجع إلى انجولا لمساندة منتخب بلادهم وأن مصدرا مسؤولا بالشركة قال إن الشركة قررت تسيير أربع رحلات (سعة كل رحلة 250 شخصا) باتجاه مطار العاصمة الانجولية لواندا الأربعاء ، فيما أكد " الشروق " الجزائرية نقلا عن وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار، أن سيناريو أم درمان لن يتكرر، والحكومة الجزائرية لن تغامر بنقل مناصري الخضر إلى بانغيلا أو غيرها بأنغولا، وذلك لاستحالة العملية من جميع جوانبها، مفندا أن يكون الجهاز التنفيذي قد تناول ملف نقل المناصرين خلال اجتماع مجلس الحكومة أمس. وكذلك نقلت نفس الصحيفة عن المدرب الجزائري رابح سعدان قوله "لم نفلح في إجراء الأشعة لزياني.. ومصر لم تخفني في حياتي"
وطالبت "الإمارات اليوم" بالنظر " إلى تلك المباراة بالمنظار الإيجابي، بأنها صنعت لنا الإثارة المطلوبة، وهيأت الأجواء المناسبة لمشاهدة مباراة كبيرة في كرة القدم، رغم كل الخسائر النفسية والمعنوية التي ألحقتها.دعونا ننظر إلى التحول الجوهري في كأس الأمم الإفريقية الحالية " . [/size][/color]